ابحث في الموقع

اسباب تهديدات الحوثي بمهاجمة الامارات والسعودية

 في مؤشر على المأزق الذي بات يواجهه الانقلابيون في اليمن في ظل أزمة حادة مع شريكهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح وعلى ضوء خسائر متفاقمة واشتداد الخناق العسكري على ميليشياته، هدد زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك بدرالدين الحوثي الخميس بشن هجمات صاروخية ضد دولة الامارات العربية المتحدة وأهداف نفطية سعودية، قبل أسبوع من مرور ثلاث سنوات على سيطرة ميليشياته على العاصمة صنعاء.

وقال الحوثي في كلمة بثتها قناة “المسيرة” الناطقة باسم المتمردين “الإمارات باتت في مرمى صواريخنا”، معلنا أن المتمردين الشيعة قاموا بتجربة “ناجحة” لصواريخ قال إنها يمكن أن تبلغ أبوظبي.

وتابع “على كل الشركات في الإمارات ألا تنظر للإمارات بلدا آمنا بعد اليوم”، في تصريح يظهر استعراضا أقرب إلى الحرب النفسية والاعلامية منه إلى استعراض للقوة.

لكن محللين اشاروا ايضا إلى أن تهديدات الحوثي قد لا تكون من فراغ وأن الانقلابيين ربما حصلوا على صواريخ طويلة المدى من إيران وأن اعلان عبدالملك الحوثي يعزز صحة الاتهامات السعودية والاماراتية لطهران بتهريب السلاح للمتمردين.

وتنفي إيران صحة تلك الاتهامات، لكن ضبط قوات التحالف في أكثر من مناسبة زوارق مليئة بالأسلحة كانت في طريقها للمتمردين أثبتت الأكاذيب الإيرانية.

وتعد دولة الامارات شريكا أساسيا في التحالف العسكري العربي الذي تقوده السعودية في هذا البلد منذ مارس/اذار 2015. وقدمت ابوظبي تضحيات كبيرة خلال معارك ضد الحوثيين، اذ قتل نحو 100 من جنودها في مهمات عسكرية باليمن.

وكانت السعودية قد تدخلت على رأس التحالف العربي بطلب من الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي دعما لقوات الحكومة المعترف بها دوليا وبعيد سيطرة المتمردين على مناطق واسعة في البلد الفقير المجاور للمملكة النفطية وبينها العاصمة صنعاء التي سقطت في أيديهم في 21 سبتمبر/ايلول 2014.

وجدد زعيم الحوثيين تهديداته للسعودية، قائلا ان “القوة الصاروخية تمكنت من إنجاز مرحلة ما بعد الرياض ولا زالت المسارات وخطوط الإنتاج تتنامى”.

واوضح أن “المنشآت النفطية السعودية من اليوم باتت في مرمى صواريخنا”، مضيفا “إذا أرادوا أن تسلم سفنهم النفطية فعليهم ألا يقدموا على غزو الحديدة”، المدينة الساحلية المطلة على البحر الأحمر والخاضعة لسيطرة المتمردين.

وكان المتمردون قد رفضوا خارطة طريق أممية لإعادة فتح مطار صنعاء ولإدارة ميناء الحديدة الشريان الحيوي لشحنات الاغاثة الانسانية، وهي شحنات كانت هدفا لعمليات احتجاز وسطو من قبل الانقلابيين وحلفائهم.

وحذر الحوثي من أن هجوم يستهدف السيطرة على الحديدة والميناء، متوعدا بخطوات لم تقدم عليها من قبل الميليشيا المدعومة من إيران.

وتراجعت في الأشهر الأخيرة وتيرة المواجهات بين المتمردين والقوات الحكومية، لكن الحوثي قال إن “هناك تحضيرات تصعيدية جديدة” من قبل التحالف العربي، داعيا إلى “رفد الجبهات بالقوة البشرية” لمواجهة هذا التصعيد المحتمل.

والحوثيون متحالفون مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وبعد أسابيع من التوترات السياسية والأمنية بين الجانبين في صنعاء، عمد صالح والحوثيون مؤخرا إلى تأكيد استمرار الحلف بينهما.

وقال الحوثي في كلمته “هناك حرص على معالجة الأمور بالحسنى”، معلنا تأييده “لكل المساعي التي تسعى لوحدة الصف والتفاهم (مع حليفه صالح) ونحذر من المستهترين وأصحاب العقد والارتباطات الخارجية”.

وأعلنت قناة “اليمن اليوم” المتحدثة باسم حزب صالح المؤتمر الشعبي العام، أن الرئيس السابق وزعيم المتمردين تحدثا عبر الهاتف الأربعاء وأكدا “أهمية الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية ووحدة الصف والموقف وتوجيه كافة الجهود والطاقات الوطنية للتصدّي للعدوان”.

ويصف الحوثيون وصالح عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية بـ”العدوان”.

ويرى محللون أن تهديدات عبدالملك بدرالدين الحوثي بضرب أهداف في الامارات وأهداف نفطية سعودية، ربما تستهدف التغطية على الخلافات المتفاقمة مع شريكهم في الانقلاب (علي عبدالله صالح) ولفت الانتباه عن الشروخ التي وضعت الطرفين على حافة صدام مسلح.

وأشاروا إلى أن الأمر ربما يتعلق بمداراة حالة الضعف والوهن التي بات عليها قادة الانقلاب وأن تهديداته رسالة تطمين لا غير للميليشيا الانقلابية حتى لا تنفض من حوله في ظل أزمة مالية خانقة في صنعاء وانعدام الرواتب.

كما لم يستبعد هؤلاء أن الحوثي أراد بتهديداته الالتفاف على حالة الرفض الشعبي لحكم الأمر الواقع في الوقت الذي يحاول حليفه وخصمه في آن (صالح) سحب بساط الحكم من تحت اقدامه.

وكان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي قد اعلن في مايو/ايار (وكان وقتها وليا لولي العهد) أن بلاده قادرة على حسم الحرب في اليمن خلال أيام معدودة من خلال زحف الجيش السعودي البري لليمن، لكنه أشار إلى أن هذا الخيار “كان سيكلف الطرفين آلاف القتلى وأن الخيار كان هو الانتظار أكثر”.

وأوضح حينها في حوار بثته القناة السعودية الأولى ونقلته العديد من الفضائيات أنه “لا أحد يريد الاستمرار في الحرب، فحرب اليمن لم تكن خيارا لنا، بل كان أمرا لا بد منه لتجنب السيناريو الآخر الأكثر سوءا وهو انقلاب مليشيات إرهابية على الحكم الشرعي والتي شكلت تهديدا لكل جيران اليمن ولو انتظرنا قليلا لكان الخطر قد وصل إلى داخل السعودية”.

وأشار حينها أيضا إلى أن قوات الشرعية تسيطر على 85 بالمائة من اليمن، مضيفا “نستطيع أن نجتث صالح والحوثي في أيام قليلة، لكن هذا ستكون نتيجته ضحايا بالآلاف في صفوفنا، وخسائر كبيرة لليمن، الوقت من صالحنا، لهذا نحن غير مستعجلين”.

وشدّد الأمير محمد على أن “الخلاف مع الإمارات في اليمن مجرد إشاعة”، فيما أكد على أن موقف علي عبدالله صالح قد يختلف لو كان بعيدا عن سيطرة الحوثي.

إغلاق