ابحث في الموقع

تصريحات متضاربة للتحالف العربي والحكومة اليمنية

كشفت التصريحات المتضاربة والمعلنة للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، والحكومة اليمنية الشرعية، خلال الايام الاخيرة، عن غياب الرؤية الواضحة فيما يتصل بمستقبل الازمة والحرب المتصاعدة في البلاد منذ اكثر من عامين ونصف.

وأثار هذا التناقض حيرة وتساؤل لدى المواطنين اليمنيين، ووضع علامات استفهام كبيرة، حول ما يجري من حوله، سواء بين طرفي الانقلاب، او الشرعية والتحالف العربي الداعم لها، وسط غموض كبير يلف مستقبل الحل في اليمن.

ففي حين قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الحل العسكري لن ينهي الأزمة في اليمن وانه لم يكن خيارا لبلاده، ظهر في ذات اليوم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في مقابلة بقناة العربية ليؤكد انه لا يوجد الا الحل العسكري لانهاء الانقلاب.

الجبير، أكد في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة امس السبت، ان بلاده تدعم العملية السياسية في اليمن، وهي ذات التصريحات التي كررتها المملكة اكثر من مرة، لكن الجمود في العملية السياسية مستمر منذ فشل مشاورات الكويت التي رعتها الامم المتحدة في اغسطس من العام الماضي، اي قبل اكثر من عام.

وعلى الرغم من تطابق المواقف الدولية بما فيها موقف المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ، عن استحالة الحل العسكري في اليمن لانهاء الانقلاب، وضرورة دفع اطراف الازمة الى التشاور وطاولة المفاوضات بما يفضي الى وقف الحرب التي ادت الى اسوا كارثة انسانية في العالم، لكن طرفي النزاع في اليمن او ما يمكن تسميتهم “امراء وتجار الحروب”، يغردون لوحدهم، فوقف الحرب لن يكون في مصلحتهم، غير آبهين بحياة ومعاناة ابناء شعبهم، حيث يدعي كل طرف زورا وكذبا انه حريص على مصالحه.

فالطرف الانقلابي ممثلا في مليشيات الحوثي وصالح لازالوا يرفضون، حتى التعاطي مع مقترحات المبعوث الاممي للحل بشأن الحديدة، ويؤكدون انها غير مقبولة على الاطلاق، ولا يمكن لهم ان يتفاوضوا حولها.

وبالمثل، اطل الرئيس عبدربه منصور هادي عبر قناة العربية، ليؤكد إن “الحل العسكري هو الأرجح للأزمة اليمنية”، مستندا الى تعنت مليشيا الحوثي وصالح.

واشار هادي، الى ان رفض الحوثيين للخطة الأممية لتسليم ميناء الحديدة لطرف محايد لإدارته بإشراف أممي، بسبب حجم العائدات المالية التي تستحوذ عليها وتستخدمها لتمويل عملياتها العسكرية ضد المدنيين في المحافظات.

 واسهب في شرح العراقيل، التي تضعها المليشيا امام عربة الحل.

ومثلما يتباين صالح مع الحوثيين بشأن الحل السياسي، ظهر ذات الامر بين هادي والسعودية التي تقود التحالف العربي، ونقطة اتفاقهم الوحيدة المستمرة حتى الان، هو ما يتعلق بالتهديد الايراني.

 هذا التخبط بين اطراف الازمة اليمنية، والاطراف الداعمة لهم، تشير بوضوح،  الى ان اوان توقف الحرب لم يحن بعد، ما دام تجار الحروب من الاطراف الداخلية، يسعون بكل قوة الى استمرارها لتحقيق اكبر قدر من المصالح والفوائد الشخصية على بحور الدم اليمني.

إغلاق