بعد تسعة أشهر قضاها الرحالة الفرنسي باتريس كارتيرون داخل جدران نادي الزمالك، حقق خلالهم بطولتي السوبر الإفريقي والسوبر المحلي أمام خصمين من أقوى الفرق في القارة الإفريقية وهما الترجي التونسي والأهلي المصري، بجانب قيادته للسفينة البيضاء للوصول إلى الدور نصف النهائي من دوري أبطال إفريقيا، قرر المدرب الفرنسي الاكتفاء بهذه المدة والابتعاد عن القارة الإفريقية قليلاً، والعودة إلى قارة آسيا من أجل بدأ مغامرة جديدة في الدوري السعودي، وتحديداً مع فريق التعاون.
التعاون في الموسم الماضي تحت قيادة البرتغالي باولو سيرجيو، ومن بعده مواطنه فيتور كامبيلوس حقق نتائج سيئة للغاية، حيث كان الموسم بمثابة الكارثي على سكري القصيم، الذي أنهى موسم 2019/2020 في المركز 12 بجدول ترتيب الدوري السعودي، حيث خاض الفريق تحت قيادتهما 30 مباراة، فاز في 10 مباريات، وتعادل في 5 مباريات، بينما خسر 15 مباراة كاملة، ليأتي كارتيرون ويرتدي ثوب المنقذ ويقود أبناء مدينة بريدة نحو الطريق الصحيح، الذي ضلوا عنه في الموسم المنقضي.
كارتيرون تولى مسئولية تدريب التعاون بشكل رسمي يوم 16 سبتمبر 2020، وكانت أولى مبارياته مع فريقه الجديد بعد 5 أيام فقط، أمام الشارقة الإماراتي بالجولة الخامسة من دور المجموعات لبطولة دوري أبطال آسيا، وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وخسر التعاون بستة أهداف نظيف أمام الفريق الإماراتي، ولكن خرج باتريس ليؤكد بشهامة الشجعان أنه يتحمل الخسارة الثقيلة لفريقه حتى إذا كانت بعد توليه المهمة بأيام قليلة.
مرت ثلاثة أيام أخرى، وخاض التعاون مباراته الثانية تحت قيادة كارتيرون أمام لخويا القطري في الجولة الأخيرة من دور المجموعات بالبطولة الآسيوية، ليحقق فوزه الأول مع سكري القصيم حيث انتهت المباراة بهدف دون رد، ليتنفس الجميع الصعداء، وبعد ثلاثة أيام أخرى جاء موعد المباراة الثالثة لباتريس مع التعاون والتي اصطدم خلالها مع النصر السعودي في دور الـ 16 من البطولة ذاتها، وحقق الأخير الفوز بهدف دون رد.
ورغم الخسارة والخروج من دور الـ 16 إلا أن جماهير التعاون بدأت إشادتها بكارتيرون بعد فترة قصيرة من تولي الفرنسي المهمة الفنية لفريقهم، وذلك بسبب شعور الجماهير بالاختلاف وظهور الروح القتالية على لاعبيها بعد الأداء البائس الذي ظهر عليه التعاون قبلها تحت قيادة سيرجيو وكامبيلوس.
أغلق بعدها كارتيرون صفحة دوري الأبطال وبدأ في التركيز على بطولة الدوري السعودي، من أجل تجهيز لاعبيه بشكل جيد استعدادا لانطلاق الموسم الجديد، وخاض التعاون أول مبارياته بكأس الأمير محمد بن سلمان أمام الفيصلي الذي نجح في إدراك التعادل بعدما أحرز أبناء كارتيرون هدف التقدم لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي 1/1.
المباراة التالية اصطدم التعاون من جديد مع النصر بعد أيام من المواجهة الأولى، ولكن هذه المرة كان موعد الثأر، حيث أبى كارتيرون ألا تتكرر هزيمته مرة أخرى أمام العالمي، ونجح في خطف ثلاث نقاط هامة من الأخير، ولكن سرعان ما عاود الحظ السيء ليلازم كارتيرون بعد إصابته بعدوى فيروس كورونا المستجد، وابتعاده عن قيادة التعاون في التدريبات والمباريات، ليتلقى سكري القصيم أولى هزائمه في الدوري أمام القادسية بهدف دون رد، ولكن عاد أبناء التعاون وخطفوا نقطة صعبة للغاية من اتحاد جدة على ملعبه بعدما أدركوا التعادل أمام الأخير في المباراة التي جمعت بينهما وانتهت بهدف لكل فريق.
وعاد كارتيرون بعد التعافي من الإصابة بالفيروس ليقود التعاون ويحقق الفوز من جديد، الذي جاء على حساب الوحدة بهدف دون رد، وحقق التعاون بعدها ثلاثة تعادلات متتالية أمام كلاً من الاتفاق والباطن وأبها، ثم فاز على ضمك في دور الـ 16 من بطولة كأس الملك.
وواصل المدرب المخضرم عادته التي كانت معروفة عنه وقت تدريبه للزمالك، بالتغلب على الأندية الكبيرة مهما كان عدد النجوم الذين يلعبون لها، فحقق كارتيرون فوزين على كبار الدوري السعودي الشباب والأهلي بنتيجة 4/0 و3/0، ليثبت المدرب الفرنسي أقدامه في قلوب مشجعي فريقه أكثر وأكثر، وجاءت نتائج باقي المباريات التي خاضها حتى الآن بفوز وتعادل وهزيمة، أمام كلاً من الفتح والرائد والعين.
حتى الآن أصبح التعاون هو صاحب أفضل خط دفاع في الدوري السعودي، حيث استقبلت شباكه 7 أهداف فقط خلال 13 مباراة، ويأتي بعده الهلال السعودي الذي استقبلت شباكه 8 أهداف خلال 12 مباراة خاضها الزعيم حتى الآن، ليواصل الفرنسي قيادة فريقه في المسارة الصحيح الذي تاه عنه أبناء القصيم في الموسم الماضي الكارثي، بعدما سكنت شباكه 40 هدفاً خلال 30 مباراة وهو ما جعله ضمن قائمة الفرق التي تمتلك أسوأ خط دفاع بالدوري.
إقرأ أيضًا:
يواصل نادي النصر محاولاته لنقل مباراته المقبلة في دوري أبطال آسيا للنخبة ضد نادي استقلال… Read More