فاطمة النعيمي.. نموذج يحتذى به للمرأة العربية
منذ حصولها على شرف تنظيم مونديال 2022 وتبذل دولة قطر جهوداً مكثفة استعدادا لاستقبال الحدث العالمي الذي يقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وإظهاره بالشكل الأمثل، في ظل رغبتها في كسب الرهان وتشريف الوطن العربي والمنطقة بأكملها بتنظيم استثنائي للبطولة لكي ينال إعجاب الجميع ويُبهر العالم.
وبالتوازي مع ضرورة تميز الإمكانات اللوجستية والفنية في شتى المجالات وخاصة كرة القدم أصبحت الأدوار الإدارية لا تقل أهمية بل ربما يكون لها تأثير أكبر في تنظيم مثل هذه البطولات التاريخية، وهذه الأدوار المهمة ومع التطور المعرفي والتكنولوجي أصبحت ليست مقتصرة على الرجال فقط بعد ظهور نماذج متميزة من الجنس الآخر تبذل جهود خرافية في العديد من المناصب المتعلقة بكرة القدم على وجه الخصوص والرياضة بصفة عامة.
ولذلك باتت المرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع المهني، فأصبحت باجتهادها تستطيع أن تتولى مناصب إدارية مميزة وتنجح في إثبات تألقها وقدرتها على تحقيق النجاحات تلو الأخرى بالأفعال وليس أقوال.
وخلال زيارتي الأخيرة للدوحة بدعوة من لجنة المشاريع والإرث على هامش مباراة السوبر الافريقي بين الزمالك والترجي التونسي اكتشفت أحد هذه النماذج التي أعتبرها فخر للمرأة العربية بصفة عامة.
ورغم الجلسة القصيرة التي جمعتني بها إلا أن العلم الذي تتسلح به والخبرات المتراكمة التي جعلتها تتبوأ مكانة مهمة جداً في منظومة الاستعداد لاستقبال مونديال 2022 جعلني أفتخر بها كـ امرأة، وهذا الفخر نابع من كوني أتحيز للجنس الآخر كوني واحدة منهن وأيضاً لأنني أكون سعيدة للغاية عندما أجد من يمثلني بتميز شديد في مثل هذه المهام الصعبة على اعتبار أنني دائماً أبحث عن هذا التميز في المهام الصعبة مع الفارق في التشبيه.
وما يمكن أن يقال في حق هذه السيدة كثير ولكن سأكتفي بالقليل الذي ربما يعبر عن هذا الكثير، إنها السيدة “فاطمة النعيمي” مدير الاتصال في اللجنة العليا للمشاريع والإرث وهي اللجنة التي تتولي تقريباً جميع ملفات مونديال قطر 2022 وعلى رأس تلك الجهود تعريف العالم بجميع جهاته سواء كانت بعثات إعلامية أو مشجعين أو مسؤولين بالخطوات المميزة والجهود الخرافية التي تبذلها قطر استعدادا لتنظيم كأس العالم، وكذلك بالمعالم القطرية وعلى رأسها الملاعب الجديدة التي نالت إبهار الجميع في أكثر من مناسبة وهو ما شاهدته بنفسي خلال تواجدي في الدوحة أثناء استضافة قطر لكأس السوبر الإفريقي بين الزمالك والترجي التونسي والذي انتهى بتتويج الأبيض باللقب وسط تنظيم حافل ورائع.
فاطمة النعيمي المسؤولة عن عملية الاتصال في اللجنة تعتبر نموذجاً ناجحاً للمرأة العصرية المثقفة القادرة على تعريف العالم بالجهود المبذولة في قطر لتنظيم أمثل واستثنائي لكأس العالم، وبصفتي كنت أحد شهود العيان أؤكد أن تصريحات الفاضلة فاطمة النعيمي بحكم منصبها مع الوفود الإعلامية التي تزور قطر دائماً ما تكون قصيرة ومركزة ومتسلحة بالعلم وهو ما يعبر عن احترافيها في المهمة الموكلة لها، فكل تصريح تُدلي به يكون مدروساً ويدلى به بناءً على وقائع مثبتة وعلى سبيل المثال، قولها إن كل ملاعب مونديال قطر ستكون جاهزة في عام 2021 وذلك بناءً على خطة الحكومة القطرية في توفير كل الإمكانيات لاستضافة البطولة وهو ما حدث بالفعل قبل حلول عام ٢٠٢١، أيضاً الإقبال على فعاليات المناسبات الخاصة مثل فعاليات افتتاح حديقة ستاد البيت المونديالي خير دليل على نجاح فاطمة النعيمي في عملها الذي يكمن في تعريف العالم بقطر وجهودها وإمكانياتها التي سمحت لها باستضافة كأس العالم 2022، الأمر الذي يعكس كونها نموذجاً للمرأة الناجحة في مجال كرة القدم.
كم كنت سعيدة بمشاهدة امرأة عربية عصرية تقود بكل هدوء وثقة وتمكن منظومة مهمة جداً داخل عالم الساحرة المستديرة استعدادا لاستقبال أول مونديال في منطقة الشرق الأوسط، وكم كنت فخورة وسعيدة في نفس الوقت بتعزيز أواصر الصداقة – حتى لو كانت لبضع ساعات – مع أفضل من يمثلني في عالم كرة القدم من الجنس الناعم.
شكرا فاطمة النعيمي على جرعة الثقة التي منحتيها للمرأة العربية وفخورة بصداقتك القصيرة، وبالتوفيق والتميز والنجاح في مهمتك الصعبة والتي أثق في أنها ستكون سهلة مع شخصية مثلك.