مونديال 2022.. اللجنة العليا للمشاريع والإرث تصدر النسخة الخامسة من التقرير السنوي لرعاية العمال
أصدرت اللجنة العليا للمشاريع والإرث تقريرها السنوي الخامس الذي يُبرز أهم إنجازات اللجنة العليا في مجال رعاية العمال، وذلك في الفترة من فبراير وحتى ديسمبر 2019. ويسلط هذا التقرير الضوء على تطور الإجراءات المتعلقة بضمان صحة وسلامة العمال المشاركين في تنفيذ أعمال البنية التحتية الخاصة ببطولة كأس العالمFIFA قطر 2022™، فضلاً عن التحديات التي واجهتها اللجنة العليا خلال العام.
وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، أثمر اهتمام اللجنة العليا بتطبيق معاييرها الخاصة برعاية العمال عن إجراء تحسينات عديدة منها استلام العمال رواتبهم في الوقت المحدد، وتحسين ممارسات التوظيف الأخلاقية وظروف إقامة العمال، فضلاً عن إطلاق مبادرات تعزز صحة وسلامة جميع عمال المشاريع التابعة للجنة العليا.
كما يبرز التقرير اتساع نطاق منتديات رعاية العمال، منصة الشكاوى التي تمنح العمال فرصة لطرح مشاكلهم وآرائهم ومناقشة قضاياهم، لتشمل حوالي 23,164 عاملاً في مشاريع تابعة للجنة العليا، بالإضافة إلى 10,140 آخرين في مشاريع غير تابعة لها. وقد أثبتت هذه المنتديات فعاليتها بدرجة كبيرة ونالت استحسان العمال وثقتهم. وقد درست وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية بالتعاون مع منظمة العمل الدولية هذا النموذج الذي أطلقته اللجنة العليا لبحث إمكانية تطبيقه على مستوى الدولة.
من جانب آخر، تواصل خطة السداد الشاملة الخاصة باللجنة تقدمها، إذ وافق 220 مقاولًا وآخرين متعاقدين من الباطن على تحمل مسؤولية سداد رسوم التوظيف غير القانونية التي دفعها العمال قبل قدومهم إلى قطر لوسطاء نظير توظيفهم. وتشمل هذه الخطة تعويض حوالي 44,900 عاملاً بمبالغ مالية تصل قيمتها إلى 110 مليون ريال قطري خلال فترة تتراوح بين 12 و 36 شهراً.
من ناحية أخرى، واصلت اللجنة العليا جهودها لتعزيز إجراءات الصحة والسلامة خلال عام 2019، حيث تعاونت مع كل من منظمة العمل الدولية ووزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية لإجراء دراسة متعمقة ترصد تأثير الإجهاد الحراري على العمال. أضف إلى ذلك، تم توزيع أكثر من 12,000 بدلة من بدلات ستايكول المبردة على العمال في خمسة مواقع عمل لتخفيف آثار الإجهاد الحراري. من جانب آخر، طورت اللجنة العليا بالتعاون مع وزارة الصحة العامة برنامجاً خاصاً بالصحة النفسية يتيح للعمال علاج مشكلاتهم النفسية. كما شهد نظام السجلات الطبية الإلكترونية المتكاملة تسجيل حوالي 37,000 عاملاً وإجراء فحوصات طبية سنوية شاملة لحوالي 26,573 عاملاً تحت إشراف اللجنة العليا.
وتعليقاً على هذه الإنجازات في مجال رعاية العمال خلال الفترة التي شملها التقرير السنوي، قال السيد حسن عبدالله الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث: “يبرز هذا التقرير جهودنا التي تدل على سيرنا في الطريق الصحيح في مجال رعاية العمال، ويسعدني أن أرى أثر هذه الجهود وتأثيرها الإيجابي على عمال في مشاريع غير التابعة للجنة العليا، الأمر الذي سيُسهم تعزيز الإرث الحيوي المتمثل في تحسين ظروف القوى العاملة في دولة قطر. ويحق لنا القول بأن مبادراتنا نجحت في إحداث تغييرات إيجابية والإسهام بشكل واضح في تطوير أفضل ممارسات رعاية العمال على نطاق عالمي”.
ورغم نجاحها في تحقيق إنجازات عديدة عاماً تلو الآخر، تواجه إدارة رعاية العمال بعض التحديات منها مقاومة بعض المتعاقدين من الباطن للامتثال لمعاييرها ومتطلباتها كدفع الأجور في الوقت المحدد، وعرقلة إجراء عمليات التدقيق والتفتيش، وعدم تسهيل الحصول على المعلومات التنظيمية المتعلقة بالعمال في الوقت المناسب. وقد تعاملت إدارة رعاية العمال مع هذه التحديات من خلال تطبيق نظام تدقيق صارم ينبّه وبشكل استباقي بالجوانب عالية الخطورة التي تستدعي اتخاذ إجراءات فعالة. وتفرض اللجنة العليا، بالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، عقوبات صارمة في حالات عدم الامتثال. علاوة على ذلك، أدت الزيادة الكبيرة في القوى العاملة خلال المراحل النهائية للإنشاءات في أحد المواقع إلى ظهور تحديات تتعلق بالرعاية الصحية والسلامة والبيئة. وعليه، عكف فريق الصحة والسلامة باللجنة العليا على تكثيف أنشطة المراقبة وتقسيم الموقع إلى “مناطق” لضمان إجراء عمليات المراقبة بفعالية أكبر وبالتالي اتخاذ الإجراءات التصحيحية الضرورية في الوقت المناسب. وستُسهم الدروس المستفادة من هذه الزيادة الكبيرة في القوى العاملة في إرساء تدابير رعاية العمال في الاستادات المونديالية الأخرى التي ربما تواجه تحديات مماثلة.
من جانبه، قال محمود قطب، المدير التنفيذي لإدارة رعاية العمال باللجنة العليا للمشاريع والإرث: “نحن سعداء جداً بالدعم والالتزام اللذين أبداهما معظم المتعاقدين في إطار مساعينا لتعزيز معايير رعاية العمال في جميع أنحاء البلاد. لقد اكتسبنا خبرة كبيرة وتطورت أعمالنا خلال الأعوام الماضية مما يؤهلنا للعمل على تمديد تأثير معايير رعاية العمال ونطاق تطبيقها إلى خارج قطر وإلى ما بعد البطولة. في الوقت الحالي، نسعى بجد لتكثيف جهودنا لنتصدى بفعالية لقضايا رعاية العمال في قطاع الضيافة والخدمات الأخرى ذات الصلة بالدولة المضيفة كالأمن والإقامة والنقل وذلك بدعم من الجهات المعنيّة. نأمل أن يسهم ذلك في تأسيس إرث دائم لبطولة كأس العالمFIFA قطر 2022™ التي ستُقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي”.