دعوات غير مألوفة لاحياء ذكر مقتل الحسين يوم غداً بصنعاء
في مشهد لم يكن مألوفاً من قبل داخل العاصمة صنعاء، توالت دعوات التحشيد عبر خطب يوم الجمعة، لإحياء يوم “عاشوراء”، بمسيرات جماهيرية يوم غد السبت. وتوافق ذكرى يوم عاشوراء ذكرى مقتل نجل الخليفة الرابع علي ابن أبي طالب (الحسين) بالعراق، قبل أكثر من 1200 عام.
دعوات التحشيد تبنتها وزارة الأوقاف والارشاد، الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، اليوم الجمعة عبر مساجد العاصمة مشددة على ضرورة الاحتفال بيوم عاشورا وإبراز مكانة آل البيت وحرمة الخروج عنهم ووجوب الاستماع لهم، في إشارة إلى زعيم جماعة الحوثي وعائلته.
الدعوات تأتي منسجمة مع ما ينادي به زعيم المليشيا، من ضرورة العودة لمبدأ “الولاية” في الحكم، والذي يشترط الانتماء لنسل علي ابن أبي طالب كشرط أوحد ووحيد للحكم.
ويرى مراقبون أن جماعة الحوثي خلعت رداء التواري السياسي منذ أمد، وبدأت تروج لخطاب ديني يستمد مضمونه من تعاليم مذهبية شيعية متطرفة.
غير أن الدعوة لإحياء هذه الذكرى يأتي هذا العام مختلفاً، فشريك الانقلاب (علي صالح) يمر بأسوأ أزمة بعد خروجه مغلوباً من صراع شكلي مع الحوثيين لتقاسم السلطة في البلاد، فبات رئيس حزب المؤتمر أقرب الى كونه شريك “صوري” موضوع تحت الإقامة الجبرية، وخاضعاً اكثر من أي وقت آخر لسلطة المليشيا، ما يعني أن صنعاء باتت بمثابة مسرح واسع للاعب وحيد، يمارس فيها طقوسه واحتفالاته وينشر أفكاره دون مواربة او تردد.
وتساءل ناشطون عن قدرة جماعة الحوثي على تحويل صنعاء الى مدينة شيعية، بعد أن صارت الحاكم الأوحد لها، مبدين خشيتهم من أن يؤدي ذلك الى جعل صنعاء التي عرفت سابقاً بالتسامح الديني فيها مدينة “ملغومة” مذهبياً، ما قد يخلق صراعات أهلية مستقبلية.
بينما استبعد كثيرون قدرة الجماعة على تحقيق مثل تلك الغاية، مشيرين بأن صنعاء كانت ولا زالت نقطة التقاء سكاني لجميع الأطياف في الجمهورية، والثلاثة مليون نسمة الذين يسكنون المدينة أغلبهم مهاجرون من جميع محافظات اليمن، ما يشكل بدوره حائط صد قوي ومنيع أمام أية توغلات مذهبية متطرفة مهما بلغ حجمها وكثافتها.